1- المواجهة المباشرة مع ضابط التحقيق ،والتي تدور داخل مكاتب التحقيق.
-2وهو الأخطر، وهي المواجهة غير المباشرة، حيث يستخدم ضابط المخابرات بعض العملاء للقيام باستدراج المعتقل ،وأخذ واستدرار معلومات كاملة منه ،وهؤلاء العملاء يسمون " العصافير " أو " الصراصير " ، وهذه الظاهرة " العصافير " هي الأشد خطرا وفتكا بالمعتقلين والمقاومين أثناء مرحلة التحقيق ،وتعتبر أهم مرحلة من مراحل التحقيق وأخطرها ،حيث أن معظم وأغلب الاعترافات تؤخذ عند هؤلاء العصافير ،الذين يقومون بدور خفي وخطير جدا ،من خلال تنفيذ دور الشرفاء والمخلصين عبر تمثيليات مسرحية يقومون بتمثيلها على الرفيق المعتقل ،حيث أن هذه المصائد والمخادعات تنطلي – للأسف الشديد – على أغلب الإخوة و الرفاق والمقاومين المعتقلين.
ويمكن القول أن 90% من الاعترافات في التحقيق تؤخذ عن طريق هؤلاء الحثالة من العملاء "العصافير" ،وسنتكلم هنا بإيجاز عن بعض أشكال مصائد العصافير ،ولكن قبل الحديث عن العصافير سنذكّر ببعض الأمور الواجب معرفتها مسبقا قبل الخضوع بالتحقيق المباشر مع ضابط المخابرات أو المحققين للحذر منها مسبقا :
1- قضية التلفون أو الجوال الخاص بالرفيق المعتقل ، حيث أن المخابرات تحرص على أخذ ومصادرة التلفون الخاص بالمعتقل أثناء عملية اعتقاله، حيث يقومون بتسجيل أرقام التليفونات الموجودة في الشريحة، والتحقيق بشكل دقيق حول أصحابها ،وإن كانوا من الجهاز العسكري فيجب التنبه والإدراك أنهم يعرفون مسبقا بعض أرقام التلفونات الخاصة بإخوة يعملون في الجهاز العسكري ،مما يضع المعتقل في موقف ضعيف في التحقيق ،فضلا عن إمكانية قيام الصهاينة بتسجيل بعض المكالمات التي قمت بها أو استقبلتها ، فتجدها أمامك كشاهد عليك.
-2 إيهام المعتقل بأن القضية كلها مكشوفة بتفاصيلها ،ومخاطبته في إطار العموميات، وكأنهم يعرفون كل شيء.
-3 ينقسم ضباط المخابرات إلى قسمين أثناء عملية التحقيق ،أحداهما يمثل دور الصديق والحريص عليك ،الذي يكثر من الحديث المطول والحوار المستفيض مع المعتقل ،خاصة في قضية تهم المعتقل فكريا ،في ظلّ ادعاءات ومزاعم باطلة ،بأنه حريص عليه ومستعد لكتابة تقرير إيجابي عنه مع ملف القضية يحسّن وضعه في المحكمة ،فيما يمثل الآخر دور الشرير العنيف.
-4 التركيز على قانون "تامير"، وأنه سوف يحاكم إذا أصر على إنكاره ، ومن الأفضل له الاعتراف ،لأن ذلك يخفف عنه الحكم.
-5العمل على تضارب أقوال أبناء القضية الواحدة ،وإيهام كل واحد منهم أن باقي أفراد مجموعته قد اعترفوا كاملا ،ولا جدوى من إنكاره ،وأن إنكاره – فقط – يعذب صاحبه ،ويبقيه في التحقيق مشبوحا على الكرسي دون فائدة ، فقط، بسبب عنادك أنت.
6- إيهامه أنهم على غير عجلة من أمرهم ،وأنه سيبقى في التحقيق ستة أشهر حتى يعترف بعد طول عناء وتعب ،حيث يكون مصيره، في النهاية ، الاعتراف.
7- تحذيره بأن كل قضية تقع مستقبلا وكان يعلم في التحقيق بها ،سوف يحاكم عليها.
وبادئ ذي بدء يجدر التعرف على بعض أشكال ( مصائد العصافير (
العصافير في الزنازين بين أربعة أشكال:
الشكل الأول: حيث أن الأسد المعتقل بعد أن تمضي عليه فترة من الوقت داخل غرف التحقيق والمواجهة المباشرة ،يتم إنزاله إلى الراحة أو النوم داخل زنزانة ، وغالبا ما يكون ذلك آخر أيام الأسبوع يومي الجمعة والسبت ،حيث يكون العميل موجودا داخل هذه الزنزانة ،أو يأتي بعد دخول البطل إليها بوقت قصير ،وليس المهم أن يأتي بل المهم أن تجتمع أنت وإياه داخل الزنزانة ، حيث يمثل دور معتقل مثلك وأنه نازل من التحقيق للراحة ،وتبدو عليه آثار التعب والإرهاق والسهر مثلك تماما ،بحيث لا تستطيع تمييزه من حيث الشكل بأنه مرهق فعلا ،ويبدأ هذا العميل "العصفور" بالحديث معك بأن له مدة كبيرة في التحقيق ولم يعترف على شيء ،وأنه سوف يفرج عنه قريبا وقد يكون غدا ،وأنه مستعد للمساعدة بحيث يقوم بتوصيل أخبارك للأهل وباقي أفراد مجموعتك في الخارج، وإذا أردت أن تحذر أفراد مجموعتك في أمور معينة أو ما شابه من هذا الحديث ،أو أن يعرض عليك جهاز تلفون كي تتحدث به مع أشخاص يخصّونك في الخارج ،ويدعي أنه قد هرّب هذا الجهاز أو دخل معه عند الاعتقال ولم يتم تفتيشه جيدا ،كي يوقع بك ويسمعك ويسمع ما تريد أن تقوله ،ثم يقوم بنقل ذلك إلى المخابرات.
الشكل الثاني: العميل الذي يكون معك في الزنزانة ولا يتحدث بشيء ،ودائما ما يكون نائما ،حتى تضطر أنت للحديث معه وهو غير مبال ،لإيهامك بأنه غير مهتم بكل ما تقول، مما يدفعك للثقة به والاسترسال في الحديث معه حول قضيتك.
الشكل الثالث: العميل الذي يحاول الحديث معك حول قضيتك بكل أسلوب ،ومحاولة معرفة التفاصيل ،وهو دور معروف ،ولكن الخطير في الأمر أنه بعد أن يجلس معك ينتقل إلى زنزانة أخرى مع أحد أفراد قضيتك ،ويقول له أنه كان معك في الزنزانة وأن ابن قضيتك قد اعترف بكل شيء ،ويحدثه ببعض العموميات حول القضية ،وهذا أخطر ما في الموضوع ،حيث يوهمك بأن أبناء القضية قد اعترفوا بكل شيء ولا داعي للصمود.
الشكل الرابع: العميل " العصفور" الذي يمثل دور الناصح الأمين ،حيث يقوم بتحذيرك من العملاء " العصافير "، وضرورة عدم التحدث عن قضيتك وأهمية ألا تكتب شيئا عنها ،ويشرح لك بشكل مطول حول "العصافير" ،وأنك الآن في المرحلة التي تسبق ذهابك إلى "العصافير" ،وبعدها سوف تخرج إلى السجن الحقيقي ، ويشرح لك عن السجن الحقيقي ،وأن به شاويش مردوان وأميرا للقسم وموجها أمنيا أو أميرا أمنيا أو ما شابه ،وفي الحقيقة فهو يشرح لك عن مردوان " العصافير" الذي يتواجد به العملاء ،وأن هذه المرحلة تهيئة لك وتجهيزك للذهاب إلى العصافير ليس إلا وهو دور حقيقي يمثل خطورة كبيرة.
2- العصافير" في أقسام المعتقلين:
حيث توجد عدة غرف ويكون بها عدد من المعتقلين قد يبلغ العشرات ، وينقسم إلى قسمين ،حيث يتم إبلاغ الرفيق أنه قد أنهى مرحلة التحقيق وسوف ينقل للأقسام الآن ،والتي تكون أقساما للعصافير على شكلين:
الشكل الأول: أن يكون معظم سكان القسم من العملاء "العصافير" ، حيث تذهب إلى غرفة داخل القسم معظم سكانها عملاء "عصافير" يمثلون دور سجناء قدماء داخل السجن بأشكال توحي بأنهم وطنيون ،وقد يكون معظمهم ملتحين ويقرأون القرآن بشكل جيد، ويمثلون دور العابدين ،يصومون النهار ويقومون الليل ، ويتسمّون بأسماء إسلامية لها تاريخ ،مثل أبو صهيب وأبو حمزة أو أبو جهاد و أبو نضال و أبو فلان وعلنتان وما شابه أو يكونون متصنعين أنهم منتمين لفصيلتك و يتخذون أسماء لرفاق أو شهداء من جميع الفصائل و حسبما كان فصيلتك أو فكره فهم يتصنعون ، ويقوم أحدهم بتمثيل دور المسئول الأعلى للتنظيم وآخر دور الموجه الأمني وثالث مسئول مؤتمر النقاش الديمقراطي...إلخ ،حيث يمثلون دور التنظيم ،ويقوم الموجه الأمني بالطلب من البطل المعتقل الجديد أن يكتب تقريرا أمنيا كما جرت العادة داخل السجون ،حيث يكتبون له أسئلة تكون معظمها عن معلومات لم يعترف عليها، وأسرارا تنظيمية، وعن "شبه الخسارة داخل التحقيقkH"، أي كم أخذوا ( المحققين ) منك في التحقيق ،وعلى كم اعترفت ، 5% أو 10% ، وما إذا كانت هناك أشياء أخرى لم تعترف عليها ،وعن مجموعات السلاح وما شابه ذلك .. يعني عن كل ما يخفيه المعتقل وتبحث عنه المخابرات ،وإذا لم يتعاطى المعتقل معهم يقومون بتهديده أو معاقبته بالمقاطعة وعدم الكلام مثلا ،وعزله عن باقي السجناء وتهديده بالتحقيق معه لأنه عميل ،والتهديد بالتشفير ،أي ضربه بالشفرة في وجهه ،أو حتى التهديد بإعدامه ،ويمارسون عليه دور الإرهاب والتهديد والوعيد وأنه مدسوس عليهم ،وهذا مجرد تهديد فحسب ولا ينفذون أي شيء من ذلك.
الشكل الثاني: أن يكون معظم القسم الذي يسكنه السجناء من السجناء الشرفاء ، حتى ممن يعرفهم المعتقل داخل وأثناء التحقيق والزنازين ،أو حتى بل قد يكونون ممن يعرفهم خارج السجن ،مما يسكب الثقة والطمأنينة في النفس ، حتى يدخل المعتقل داخل غرفة كل أفرادها شرفاء ،حيث يكون منهم مسئول للغرفة وآخر موجها أمنيا من الشرفاء ،ولكن يكون العملاء - فقط- من الذين يعملون في النظافة داخل القسم ،ويوزعون الطعام ،ويأخذون الأوراق والرسائل والتقارير الأمنية من شخص إلى آخر ،ومن غرفة إلى أخرى