والدبكة الشعبية بالأصل عبارة عن رقصة فلسطينية شعبية وللدبكات أكثر من نوع، كانت في الماضي تستخدم في المناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية.
من أنواع الدبكة: الكرادية أو الطيارة: وهي تتميز بالإيقاع السريع، فلا بد أن يكون من يزاولها يتمتع باللياقة وبحركة سريعة ويكون لديهم تجانس في الحركة مع أقرانهم.
دبكة الدلعونا: وهي ذات إيقاع متوسط، وأصبحت الدلعونا تُغنى بأغاني جديدة الكلمات لكن على نفس الرتم مع اختلاف في الكلمات،كأن نقول مثلا: على دلعونا ونضع أي كلمات نريدها بحسب المناسبة.
دبكة زريف الطول: ينتشر قيها المديح والتفتيش عن منافب البنت الحلوة أو الفتى، أو المناقب الموجودة في البشر وهذه تستخدم للغزل في الأفراح والمناسبات الأخرى.
الأنواع الثلاثة السابقة من الدبكة تستغل في كل البيئات؛ في المدينة والقرية والبادية.
دبكة الدحيّة: وهي تنتشر عند البدو وهي خاصة بهم، وفيها تسحيجات وتصدر أصوات قد لا يفهمها الأخرون.
دبكة تستخدم فيها الخيول والجمال وتستخدم في الأعياد والمناسبات كانت موجودة حتى ما قبل الهجرة، لكنها انقرضت.
كانت الدبكة قبل الاحتلال تأخذ طابع المناسبات، وبعد نكبة عام 1948م أخذت الدبكة شكل من أشكال النضال، لأن إسرائيل - كما ذكرنا- تحارب هذا الإرث الحضاري وتجيره لها، هذا جعل الشغل على الدبكة الشعبية يأخذ في بداية الثمانينيات شكلا منظما، فكان في الضفة الفلسطينية العديد من التجارب كفرقة الفنون الشعبية الفلسطينية التي لاتزال حتى الآن تعمل، وفرقة سرية رام الله وفرقة مرج ابن عامر ومجموعة من الفرق التي وضعت الأسس الصحيحة للدبكة الشعبية بشكلها المنظم المعبر عن حضارة الشعب الفلسطيني وحمل هذا التراث للمحافل الدولية والعالم بمعنى إن فرقة الفنون الشعبية من الثمانينيات وحتى الآن وهذه الفرق تشتغل على عروض محلية ودولية.
في الشتات لدينا فرقة العاشقين التي أسستها منظمة التحرير في لبنان، وفرقة الأرض في سوريا، كانت هذه الفرق بمثابة سفير فلسطين المتنقل، هذه الفرق قدمت في الناحية النضالية الكثير، حيث كانت تساهم في حشد الطاقات والعواطف لصالح قضيتنا، وكانت تمثل محطات نضالية مهمة في حياة الشعب الفلسطيني خاصة أثناء الانتفاضة الأولى.
فالدبكة الشعبية والتراث الشعبي يع** الواقع الذي نعيشه من موروث حضاري أو الوضع الاقتصادي الذي نحياه، فعندما أقول جمع الأسرى أشير لقضية حيوية وهامة هي قضية الأسرى، وعندما أتغنى بحق العودة فهذا تأكيد على الثوابت الوطنية، وعندما نغني بالله تصبوا هالقهوة وزيدوها هيل نتحدث عن تقاليد وتاريخ وحضارة وعن واقع نعيشه ونطمح أن يستمر
بالنسبة لفرقة العاشقين كان يحتضنها الرئيس الراحل أبو عمار في بيروت لذا استطاعت أن تحمل الجرح الفلسطيني وأوصلت صوت فلسطين لكل العالم، وإلى يومنا هذا لازالت تردد جميع الأغاني منها أغنية (في كل بيت عرس ودمعتان) هذه الأغنية جسدت الجرح النازف في صبرا وشاتيلا، بعد الخروج من بيروت تشتت الفرقة، ذهبت لسوريا واندثرت ولم يعد يسمع عنها، من المسئول عن اندثار هذه الفرقة العريقة؟ وكيف يمكن لنا أن نبني فرق جديدة؟