بسم الله الرحمن الرحيم
إن معرفة فلسطين لا تكون بالاقتصار على معرفة جهادها ونضالها في هذا العصر , ولا تتم الصورة إلا بالإطلاع على جذور هذا البلد الطيب وأهليه منذ القدم.
ولهذا سوف نحاول إبراز مظاهر حضارة هذا القطر من الماضي ,فالحاضر نتيجة الماضي , والمستقبل وليد الحاضر , والتاريخ حلقات مترابطة آخذ بعضها ببعض.
وليست الحضارة العربية التي نشأت في فلسطين بنت عصر واحد و إنما هي حلقات متماسكة مترابطة متتابعة منذ أقدم العصور حتى يومنا هذا .
وقد يتعسر فهم الحاضر إن لم نعد إلى الجذور والأعماق وقد يتعذر فهم حضارة الشعب الفلسطيني إن لم نلتمس جذورها في ما يجاورها من أبناء الشعب العربي ولم تكن فلسطين إلا حلقة من حلقات هذه ألأمة العربية منذ أقدم العصور . ونرجو أن تتراح عن فلسطين هذه الغمة التى نزلت بها منذ سبعة وخمسين عاماً حتى تعود هذه الأرض الطيبة إلى مقاسمة أخواتها أفراحهم و أتراحهم وتشاركهم في المصير الواحد إن الصبح لقريب.
و لا شك في أن إحياء التراث الشعبي والحفاظ على خصائصه الفنية وإظهار اصالته شرط أساسي من شروط تخليد آثار الحضارة العريقة فالفن القومي لأي امة من الأمم مظهر لثقافة الشعب عبر الزمان والمكان.
تشكو كثير من الأمم صعوبة جمع و إحصاء تراثها القومي وكذلك نشكو محن من إهمال تراثنا واستحالة إجراء المسح الفولكلوري في الوطن ألمتحل مما حدا بالصهاينة المحتلين إلى استغلال الثرات الفلسطيني الشعبي وكأنه تراث (صهيوني).
و تجدر الإشارة إلى أن هناك رابطة قوية بين الفلسطينيين و ترثهم فغدا تعلقهم بأرضهم الحبيبة لا يقل عن تعلقهم بتراثهم الأصيل .
ولا أدل على ذلك من إقبال النساء الفلسطينيات حتى المدنيات منهن بعد حرب 1967 على ارتداء الثوب القروي الفلسطيني و اعتزازهن به اعتزازاً بلع حد التباهي والزهو والعمل على نشره وتطويره خصوصاً في بلاد الاغتراب.
واني بعد توفيق الله سوف أقدم (ابحث) في هذا الموضوع بعضاً من تراثنا الفلسطيني المتمثل في الزى الفلسطيني في المدن والقرى و البادية مع الإشارة إلى التطريز وكذلك سنتعرض للعادات و التقاليد المتبعة في الأفراح والى بعض الأناشيد والأغاني الوطنية والأهازيج الشعبية وأيضا إلى بعضٍٍٍِِِِِ من الأطعمة المشهورة
والمتوارثة في فلسطيننا الحبيبة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
الألعاب الشعبية
(1)
الحَيّبْ
تختلف الألعاب الشعبية التي يتسلى بها الصبية في النهار عن تلك التي يمارسونها في المساء، كما أن ألعاب الفتية تختلف عن ألعاب الفتيات.
في ساعات النهار كان الفتية يمارسون ألعابهم المفضلة في حاراتهم، أو في الساحات القريبة من منازلهم، ومن بين هذه الألعاب لعبة «الحَيّبْ». عدد اللاعبين: اثنين، طريقة اللعب: وهي قطعة خشبية يبلغ طولها نحو خمسة عشر سنتميتراً، مدببة الطرفين، سميكة في الوسط، بحيث لو ضُربت من أحد طرفيها انطلقت في الفضاء.
وتوضع هذه القطعة الخشبية المدببة الطرفين بشكل مستعرض فوق حفرة ضحلة في الأرض لا يزيد عمقها عن بضعة سمنتميترات. وهذه الحفرة تكون مستطيلة الشكل، قد يصل طولها إلي نحو عشرين سنتميتراً. ويطلق الصبية على هذه الحفرة «مور».
ويقوم أحد اللاعبين من الصبية بوضع عصاة في الـ «مور» أسفل القطعة الخشبية المدببة. ويجذب العصا بقوة على إلى أعلى، فتنطلق القطعة الخشبية المدببة في الهواء، حيث يحاول زميل له يقف قبالته ضربها بعصاه، فإن أفلح في ذلك، يقوم بإكمال اللعبة وذلك بأن يضرب على أحد طرفي القطعة الخشبية المدببة بعصاه، فتنطلق إلى أعلى، ثم يلاحقها ليضربها وهي في الهواء، ويظل يداوم على ذلك، فإذا فشل في ضرب القطعة الخشبية في أثناء انطلاقها إلى أعلى، أصبح من حق زميله أن يتسلم اللعبة منه فيبدأ دوره في اللعب.
وكان بعض الصبية يمارسون لعبة كرة القدم التي يصنعونها من قطع قماش أو من ثياب قديمة وشبه بالية، وهناك من كان حاذقاً في صنع الطائرات الورقية التي يحرص الفتية على إطلاقها في الجو في فصلي الصيف والخريف، وحيث تكون الرياح مناسبة لمزاولة مثل هذه الألعاب.
«الحَجْلَة»
عدد اللاعبين: 2-4 فتيات.
طريقة اللعب: تقوم الفتيات باختيار مساحة من الأرض في حدود أربع مترات مربعة، ويكون شكل هذه المساحة من الأرض على هيئة مستطيل مقسم إلى مربعات أو مستطيلات.
ويبدأ اللعب بأن تمسك كل فتاة بالتناوب قطعة من النقود وتختار أحد وجهيها، ثم تقذفها في الهواء، فإن ظهر الوجه الذي اختارته، تكون هي أول من يبدأ اللعب، وإلاّ فإن من حق زميلتها التي اختارت الوجه الآخر أن تبدأ اللعبة.
تقوم الفتاة التي تلعب الحجلة باختيار قطعة فخارية أو حجرية ووضعها على الأرض في أول مربع من مربعات المستطيل، وتقوم الفتاة بدفع القطعة بإحدى قدميها إلى الأمام، بينما تكون القدم الثانية مرفوعة عن الأرض، بحيث لا تلامسها أبداً، وتحاول الفتاة أن تجعل القطعة تستقر في المربع التالي، ثم الذي يليه، وهكذا وبحيث تجتاز المنعطف، فإذا توقفت الفتاة على الخط الذي يفصل بن المربع والذي يليه، أو لامست قدمها المرفوعة عن الأرض، أو داست قدمتها التي تستخدمها في دفع القطعة على ذلك الخط تكون قد خسرت اللعبة، ويحق لزميلتها أن تحل مكانها.
تزاول هذه اللعبة في ساعات النهار، وبخاصة في فصل الربيع، وحينما تشرق شمس الصباح الدافئة، من بعد أمطار تكون قد هطلت