المنطقة وتداعياتها السياسية بقلم/منذر الشرافي
إن خطاب الرئيس الأمريكي للأمة الإسلامية التي قالها من اكبر صرح علمي في القاهرة ومكان يعتبر بمثابة منارة للإسلام ، واختيار كاتبة الكلمة مسلمة من أصول مصرية تعمل مستشارة لشؤون الإسلاميين في الولايات المتحدة، كان لها اثر وبعد سياسي على الوصول إلى قلوب المسلمين والعرب وتوصيل الرسالة بمعناها المضموني إلى المسلمين في كافة أنحاء العالم وتعتبر في حقيبة السياسة ايجابية إذا أصبحت على ارض الواقع في الصراعات السياسية بالميدان ، ودعوته إلى إقامة الدولتين وإصراره على ذلك ووقف الاستيطان العبثي من قبل الجانب الإسرائيلي مقابل وقف حماس إطلاق الصواريخ من غزة والتزامها بذلك، كانت تحول تاريخي في رأي الولايات المتحدة عبر الزمن في تفكيرها وجديتها بالحل .
ولكن هنا على الأطراف استغلال هذا التحول في فكر أمريكا والجلوس والحل بأقرب فرصة لان أمريكا لن تهدر وقتها بحل القضية الفلسطينية سوى بضعة أشهر ولن تأتي الفرصة بعد ذلك إلا بعد زمن طويل جدا، نجاح( نتنياهو) بالانتخابات الإسرائيلية كان بمثابة موازاة لطريق انتخابات أمريكا ونجاح اوباما بها.
حزب عمل معتدل في إسرائيل وحزب( اوباما) الذي هو من أصول إسلامية ولا ينكر هو ذلك ويريد بناء قاعدة له في العالم وترك بصمة من بصماته في عالم السياسة وصولا إلى انتخابات أللبنان ونجاح قوى ال14 من آذار في الانتخابات اللبنانية المقرب من أمريكا وستظهر نتائج الانتخابات الإيرانية بعد ساعات من الآن لتكون حكومة قابلة للتعاطي مع الدول الإقليمية وأمريكا وعودة وساطة تركيا بين السوريين والإسرائيليين بشأن المفاوضات، فكل ذلك يأتي بموازاة حل القضايا العالقة بالمنطقة وإعادة الاستقرار لها بأمر من المارد العالمي (أمريكا) ووقف الصراعات في الشرق الأوسط .
وهنا ادعوا كافة الفصائل الفلسطينية إلى فهم اللعبة السياسية التي ربما تكون من مصلحتها استغلالها والعمل بها بجدية وتوحيد صفوفها أمام الإسرائيليين لان الآتي أصعب مما سبق من إعادة حقوق الفلسطينيين كافة والمطالبة بأكبر قدر ممكن من حقوق الفلسطينيين والقبول بدولة على حدود 67 وبعدها المطالبة بما أكثر والأخذ بمقولة (خذ وطالب) لأنه ليس لدينا الوقت الكافي لاستغلال هذه الفكرة والفرصة لنا واستغلال ليونة الجانب الإسرائيلي اقتصاديا وسياسيا ، وإنهاء هذا الانقسام الذي هو ذريعة كل الوسطاء وكل الأطراف لحل أو للاستمرار بحل القضية الفلسطينية لان أمريكا لديها ملفين أدسم بالنسبة لها ألا وهما ملف إيران والعراق .
أدعو جميع الفصائل الفلسطينية والرئيس محمود عباس إلى استغلال الفرصة الآتية وعدم تفويتها وفهم ودراسة الواقع المستقبلي القريب لصالح القضية [center][img][/img]