مشفى الشفاء أو مسلخ للمرضى
عندما أتحدث عن مستشفى في إحدى الدول العربية وليس الأوروبية ابدأ حديثي بمدح الطاقم الطبي وخدمات المستشفى ونظافة أقسامها ، ولكن هنا أتحدث عن حوشا للأغنام بل حوش الأغنام أنظف من هذا المكان ألا وهو(مشفى الشفاء بغزة) منذ أن أنشيء هذا المبنى وهو يعاني نقص بالطواقم الطبية والخدمات الصحية حتى يفتقد الى الصيانة والترميم والنظافة وهي اقل الايمان.
وهنا ابدأ الموقف الذي حصل معي شخصيا ، مرضت زوجتي بليلة من الليالي شعرت باختناق وصعوبة في التنفس فهرعت إلى طلب سيارة (تاكسي) لأنني إذا طلبت سيارة للإسعاف سوف تموت زوجتي وادفنها بالمقبرة وسيارة الإسعاف لم تصلني فذهبت إلى المشفى إلى قسم استقبال الباطنة وأنا بطريقي كنت أتصور بمخيلتي أنني عندما أصل المشفى سوف أرى طواقم الإسعاف بالاستقبال على أهبة الاستعداد لأي حالة مرضية والطاقم الطبي أيضا مستعد للتعامل مع أي حالة ولكن هنا الفاجعة عندما دخلت المشفى ووصلت قسم استقبال الباطنة لم أجد احد سوى القسم يعج ويمتلئ بالمرضى، هناك مريض يئن وهناك عجوز تلملم ألمها وهناك شاب يتألم ووووووو.....، والقسم مليء بالناس أنظر من حولي كي أجد سرير فارغ لكي أضع زوجتي عليه أو كرسي متحرك كي انقلها عليه فلم أجد، أنظر إلى الطبيبان الموجودان بالقسم يتحركون وكأنهم يتحركون على بيض يخافوا أن تنكسر البيضات من تحتهم أيوجد قسم استقبال بطبيبين؟؟؟!!!!! ، فمشيت بالقسم حتى عثرت على سرير فارغ ويا ليتني لم أجده، سرير دون فرشة والجو حار يختنق الغير مريض عندما يدخل فما بالكم بالمريض ماذا سيحصل له، ذهبت ابحث عن دكتور كي يكشف عن الحالة ولكن بعد ربع ساعة من الزمن عثرت على رجل يلبس لباس الطبيب فرد علي أنا حكيم وليس بطبيب فقلت له أين الأطباء؟؟ فقال لي ابحث عنهم ّ!!!!،وبعد فترة نصف ساعة وجدت الطبيب فقلت له يوجد حالة في الداخل ياريت تشوفها فقال لي ما بها ؟ فقلت له حالة اختناق فرد علي يقول والله وأنا مخنوق كمان فذهب معي كي يفحص الحالة فزاد الطين بلة فجاء ووضع لها الأكسجين فقال لي اجعلها تجلس فنظرت إلى أسفل السرير كي أجلسها وإذ بان ليس للسرير رافعة أو راكزة ،أيوجد بالعالم اجمعه سرير مريض دون رافعة أو راكزة ؟؟!!! فذهبت ابحث عن شيء كي أركز السرير فركزته (بعصاة قشاطة) ومشي الحال.
فخلال وأنا أضع الأكسجين لزوجتي انظر من حولي فأجد السقف يريد أن يقع من كثرة الشقوق الموجودة فيه والجدران قد أكلتها الرطوبة ومنظر الأرضية اقسم بالله إنها تقشعر لها الأبدان أهذا مستشفى يعتبر مركزي وحكومي .
ان حديثي ليس بجديد على سكان أهالي غزة وأنا متأكد بأنه لا يوجد احد بغزة إلا وزار المشفى ونظر بعينه على ما أقول بل وأكثر من ما قلت،
ولكن أريد أن اسأل سؤال أجميع ما تنفقه الحكومات في فلسطين على الدولة وعلى نفسها لا تستطيع أن تقدم جزء منه لهذه المستشفى ؟؟؟!!!!!!!!!!!مع أنها مركز واكبر مستشفيات القطاع.
من المستفيد من ذلك الإهمال بالمشفى؟؟ ومن المسئول ؟؟!! اهو الشعب!!!!!!
ومن الذي سيكون المنقذ لهذه المشفى ومتى؟؟؟ وهل ستخصص الحكومات قدر من المال كي يرمموا ويصلحوا هذا المبنى؟!! (أطباء وأجهزة وصيانة ونظافة).
بقلم//
منذر الشرافي
###############