القدس
تتعرض لحرب استنزاف سعيا لتهويدها
الشرافي _ اكدت شخصيات فلسطينية في القدس الشرقية ان اسرائيل تشن حرب استنزاف على
المقدسيين سعيا الى تهويد القدس، وذلك في تحد مباشر للدعوات الدولية الى وقف
الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال محافظ القدس عدنان الحسيني ان
"الحكومة الاسرائيلية تعمل بكل اذرعها الرسمية وغير الرسمية في عملية تهويد القدس
عبر تهويد حي سلوان من الجهة الجنوبية وحي الشيخ جراح من الجهة الشمالية وراس
العامود من الجهة الشرقية، وداخل المدينة القديمة".
وتحدث الحسيني عن "ملاحقة
المقدسيين في المحاكم في قضايا مفبركة للاستيلاء على املاكهم"، مؤكدا ان "موجة هدم
البيوت المكثفة في المدينة وغرامات البناء واعتصام الناس في الخيم جراء هدم بيوتهم
واستفزازات المستوطنين المكررة، كل هذا يشكل عبئا على كاهل الناس وجزءا من المعركة
على القدس".
واشار المحافظ الى "بيت المفتي الحاج امين الحسيني في حي الشيخ جراح
في مدينة القدس والذي اشترته عائلة فلسطينية وحولته فندقا، ثم قامت الحكومة
الاسرائيلية بالاستيلاء عليه بطريقة غير شرعية"، موضحا ان اسرائيل "تخطط لبناء 20
وحدة سكنية على ارضه، كما تخطط لبناء اكثر من 250 وحدة سكنية في الحي
نفسه".
وتابع ان "البلدية اعطت الضوء الاخضر للبناء وتسارع الان الى تنفيذ
المشروع في حي الشيخ جراح حيث تنتشر السفارات والفنادق لاقامة حي يهودي كامر
واقع".
وقال الحسيني "نحن نعمل على الصعيد السياسي والشعبي والدبلوماسي
والاعلامي لتوضيح ما يجري في القدس".
دعوات دولية وتعنت إسرائيلي
ودعت الولايات المتحدة
وفرنسا وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي اسرائيل الى التخلي عن مشروع بناء
عشرين وحدة سكنية في حي الشيخ جراح، لكن اسرائيل رفضت هذه الدعوات.
واعتبر وزير
الداخلية الاسرائيلي ايلي يشائي ان "من حق حكومة ودولة اسرائيل البناء في كل انحاء
اسرائيل حين تكون مشاريع مماثلة قد حصلت على كل التراخيص القانونية".
من ناحيته،
اكد نائب رئيس الوزراء دان مريدور ان "مدينة القدس بشطريها (الغربي والشرقي المحتل)
عاصمة ابدية للشعب اليهودي".
وقال مريدور "العرب في القدس بحسب القانون لديهم
حقوق مثل حقوق اليهود"، نافيا حصول "تطهير او افراغ للمدينة منهم".
واضاف "اذا
كان هناك بعض الاخطاء فيمكن تصويبها"، لكنه تدارك "تاريخيا، لم يكن هناك دولة
فلسطينية ولم تكن القدس عاصمة فلسطينية".
واذ اعتبر ان "موضوع القدس مشكلة في
ذاته"، شدد على ان "كل شيء يطرح في المفاوضات".
واحتلت اسرائيل القدس الشرقية في
حزيران/يونيو 1967 وضمتها. وبعيد احتلالها المدينة، حولت مبنى كان معدا لان يكون
مستشفى في حي الشيخ جراح مقرا للشرطة، فيما باتت المحكمة العليا العربية في شارع
صلاح الدين وزارة العدل الاسرائيلية.
حفر تحت البيوت
ويقيم نحو 190 الف اسرائيلي في عشرات
الاحياء الاستيطانية في القدس الشرقية حيث يقطن 270 الف فلسطيني.
وتهدد السلطات
الاسرائيلية باخلاء 28 بيتا في حي الشيخ جراح لتبني محلها وحدات سكنية اسرائيلية
ومجمعا تجاريا. كما تتوعد بهدم نحو 88 بيتا في حي سلوان وبناء حديقة هناك.
وفي
حي سلوان، شيد المستوطنون مباني حديثة وكتبوا بالخط العريض الاسود على احد المداخل
"عير دافيد" اي مدينة داوود. وينتشر حراس اسرائيليون مسلحون في الشارع الرئيسي
وترفرف الاعلام الاسرائيلية على عدد من البيوت.
وقال رئيس لجنة حي البستان فخري
ابو دياب ان "المستوطنين يقومون بالحفر وفتح الانفاق والبناء ولا نعرف ماذا يحدث.
نشعر بالحفر تحت بيوتنا".
واضاف ان "حي سلوان مستهدف لانه يقع قرب الحرم القدسي
الشريف المحاذي لحائط البراق (المبكى)، وقد غيروا اسماء الشوارع العربية الى
العبرية فمثلث بئر ايوب مثلا صار اسمه +بيتوت+".
من جهتها، قالت منظمة "عير
عميم" (مدينة الشعوب) الاسرائيلية غير الحكومية المناهضة للاستيطان ان السلطات
الاسرائيلية اوكلت مهمة ادارة جزء من حي سلوان الفلسطيني في القدس الشرقية الى
منظمة "العاد" الاستيطانية المتطرفة التي تنشط من اجل تعزيز الوجود اليهودي في
الاحياء العربية في المدينة.
واعتبرت ان حي سلوان "هو حجر الزاوية في مشروع كبير
يهدف الى السيطرة على الاراضي الفلسطينية المحيطة بالمدينة القديمة وعزلها عن
النسيج الحضري في القدس الشرقية ووصلها بالتجمعات الاستيطانية اليهودية" بشمال شرق
المدينة القديمة.
واكدت المنظمة ان جمعية "العاد" استولت على مبان كانت ملكا
للفلسطينيين في الحي في ظروف مثيرة للشبهات، بما في ذلك استخدام وثائق مزورة، محذرة
من ان هذه الخطوة قد تفضي الى "اعمال عنف".