في زمن النفط الاسود ظهر اسلام جديد لم نعهده من قبل له صفات ومواصفات ذلك النفط الداعم له ماليا وثقافيا. فالرائحة النفاذة ولونه الاسود مع لزوجة وطمس للملامح ودمغ اصحابة وكل من اتبعه بانهم خام لم يرتقوا الي مصاف الانسانية الراقية. اسلام قابل ويسمح باشعال الحرائق اينما ذهب. إسلام يلوث كل ارض يطأها طاردا لاهلها او اخضاعهم لمفاهيم بدائية محلها النساء في المقام الاول. اسلام لا يحب الجمال ويكرهه يعاف الفن ويزدريه. اسلام يخرج من اعماق النفس البشرية التي حدثنا عنها سيجموند فرويد طويلا حيث الغريزة الجامحة التي لا تقبل الانتظار لتحقق اشباعها، مثلما هو النفط السريع الاشتعال لو اندفع من باطن الارض. عدوانه حق له وعلي الاخرين قبوله.
انه اسلام التكفير والاستبعاد وسحب الجنسيات والقتل في نهاية المطاف لمن استطاع اليه سبيلا.
اسلام لا يختلف عن الحركة الصهيونية الداعمة له ايضا دون افصاح مباشر فهو لم يظهر الا بعد ظهور الصهيونية. فما الفارق بين استبعاد البشر وسحبهم بعيدا عن اوطانهم ومطاردتهم اينما حلوا وبين حركة الصهيونية في اعتي اشكالها الاستباعدية. اسلام حقبة النفط هو اسلام صهيوني بجدارة يطارد كل من لا يقبل به ويسحب الوطن من تحت اقدام اصحابه لو انهم لهم تفسير مخالف لما هو سائد. حالات كثيرة مثلتها قضية نصر حامد ابو زيد، فرج فوده، نجيب محفوظ وسيد القمني مؤخرا. كلهم جرت عليهم جريمة سحبهم خارج وطنهم اما بالموت او سحب الوطن منهم بالاستبعاد والطرد خارجه تكفيرا وتخوينا.
حماس التي روج لها الجهلاء بانها مقاومة بدأت في اخضاع اهل غزة ليكونوا عبيدا. فهل علي العبد من تكليف سوي الهروب بنفسه من سجانيه. حماس تلعب دور الوكيل الشرعي لاسرائيل ويؤيدها اسلام النفط الذي يمولها سرا ويعلن – كذبا - انهم رجال عاهدوا الله علي تحرير اوطانهم. اسلام النفط في السودان يحاكم صحفية غاية في الاحتشام ويتهمها بان زيها فاضح، لا لسبب سوي ان اولي الامر بالمنكر والنهي عن المعروف وشرطتهم الدينية تحقق وتثبت نظريات فرويد في المكبوت عندهم من الجنس والرغبة.
اسلام النفط يدعم النقاب لانه يهرب من الجمال ولا يريد لاصحابه التحلي بالعفة العقلية. فالعقل غائب عن هؤلاء المسلمين والضمير لا مكان له في لغة العرب في اصولها النصية. فالجمال يطلق عنان الرغبة عند مسلمي النفط المحدثين ويصعب تهذيبه وترويضه.
اسلام النفط لا يجد موقعا يرتع فيه الا الاماكن الفقيرة والخربة والمتخلفة. افغانستان، الصومال، دارفور و نيجيريا مؤخرا. اسلام النفط لا رحمة فيه فهو ليس مهموما بتنمية تلك الاماكن بقد ما هو مشغول بخلق الصراعات بين العقائد والاديان وبين اهل الوطن الواحد. هو اسلام له صدي من اعماق تاريخ الاديان وخاصة اليهودية في شكلها الخام حيث الاباده باسم الرب. هو اسلام نابع منها ويخدمها وعاملها بقدر ما عاملت هي كثيرين في حقب تاريخية اعمق وابعد منه زمنا.