بسم الله الرحمن الرحيم
هدر وزارة التربية متى يتوقف؟ للكاتب/ راشد محمد الفوزان
برغم أنني ضد الإجازات الطويلة كما هو يحدث بوزارة التربية والتعليم الآن، لأن الفرضية التي تقوم على استغلال الإجازات باستثمارها في تنمية قدرات الطلاب وحتى المعلمين هي المطلوبة والمفترضة، وشغل أوقاتهم بما يفيد وينمي مهاراتهم وقدراتهم، ولكن كل ذلك لا يحدث، فلا تستغل الإجازات بالطريقة الصحيحة وهذا هدر كبير بعدم استغلال المدارس والمعلمين والطلاب وكل شأن تعليمي.
الآن نجد أن بقاء المعلمين بمدراسهم، بلا معنى بعد انتهاء الامتحانات، وشكى لي الكثير من المعلمين، وأعرف بعضاً منهم، أنهم فقط يأتون للمدرسة، ويوقع ويذهب، إذاً الدوام للتوقيع فلا شيء غيره، وتفصيلات هذا الموضوع كبيرة وواسعة، ولكن ما هي جدوى عمل أو حضور المعلم للمدرسة وهو لا يفعل شيئاً أو لا يقدم شيئاً نهائيا، والتعاميم التي تصل للمدراس "تشدد" و"تطالب" و"تحذر" من الغياب أو عد الالتزام بالحضور للمدرسة، وهذا تهديد ووعيد بلا معنى حقيقة، فماذا تريد المعلم أو الإداري أن يفعل بعد انتهاء الأمتحانات، خاصة أن امتحانات الدور الثاني بعد أسبوعين، إذا ماذا تريد الوزرا ة من المعلم أن يعمل خلال هذين الأسبوعين، هو فقط توقيع لاغير. ألا تعلم وزراة التربية والتعليم بهذا أنها تهدر الطاقة الكهربائية بعمل التكييف وسيارات المدرسين الذي عددهم بالمملكة يفوق 500ألف سيارة ناهيك عن المعلمات التي يذهب للعمل بمناطق بعيدة وغيره، ونحن بالصيف والحاجة للكهرباء وطاقتها مهمة جدا ولكن المدارس تستقطع رقماً مهما من الكيلواط في ماذا؟ لا شيء. ثم ان تعطيل المعلمين والمعلمات أيضا تحجيم للسياحة والتنقل وهذا يفيد الاقتصاد الوطني، فلا حراك ولا سفر ولا صرف، وهذا مضر جدا. المسؤولون بالوزارة أي التربية والتعليم، يهمهم التوقيع، وليتهم يهتمون بمعنى "الإدارة بالهدف" أو "الإدارة بالإنجاز" فلا هذه ولا تلك.
من الفرضية المهمة أن تنسق وزارة التربية والتعليم مع هيئة السياحة، ووزارة الكهرباء، حتى المرور، يبدو أنني أتحدث عن مثاليات، ولكن هذا الواقع المفترض، فالمعلمون والمعلمات شريحة "عمل" مهمة، وتعتبر أكبر قطاع موظفين في الدولة، وحراكهم ككتلة واحدة مهم اقتصاديا، وأيضا أهمية الدور الذي يقومون به وهو التعليم. لم أشاهد مدرسا إلا متذمراً، أو مشرفا أو مديرا، أو معلماً ومعلمة لم تأخذ نصيبها من "حقها" وهي الترقية للمستويات المستحقة لهم، ولا المعلم حقيقة يجب أن يعزز ويهتم به من الوزارة، وللدور المهم للمعلم، فلا يعامل كأنه "آلة" أو "جهاز" لا يتعطل أو مجرد منفذ أوامر. وزارة التربية والتعليم بحاجة لمخططين استراتيجيين، تعمل بتنسيق وتناغم مع كل الجهات الحكومية، وأن تشعر المعلم أنها معه ومنه وله، وتعمل على دعم العلاقة بينهم، وتستمع لهم وتأخذ الجيد، وأن تكون الوزارة عملية لا جموداً وتنفيذ تعاميم أيا كانت.
هل تم قياس رضا المعلم عن الوزارة؟ عن عمله؟ عن تطوير قدراته؟ وغيره الكثير، أعرف أن الوزارة تقدم كثيراً من الدورات بالمئات أو الآلاف، ولكن لم أجد من يقول للوزارة إنها تعمل وفق منهجية وتخطيط وعمل يراعي المعلم والمعلمة بعدل وحق ومساواة، وأنهم فريق واحد، مهما حاولنا من التلطيف والتجميل كعادتنا دائماً!!